الفكر التربوي في الأندلس خلال القرنين الخامس والسادس الهجريين (الحادي عشر والثاني عشر الميلاديين)

Abstract

يكتسب التراث معنى الديمومة لأصالته التي ارتبطت بالعقيدة والفكر ،وينقسم الناس في تعاملهم مع التراث على فرق مختلفة،فمنهم من يفكر به بدعوى عدم جدواه في الحياة المعاصرة،ومنهم من يقبل  على التراث متمسكاً به بشيء من التقديس منكرا على الآخرين جهدهم في الأصالة والإبداع،ومنهم من يقف من التراث موقفا إيديولوجيا خاصا مبرهنا على صحة معتقده الفكري بينما يجهل جوانب تراثية أخرى لا تتفق وموقفه الإيديولوجي ،اما موقفنا نحن العرب المسلمون من التراث العربي الإسلامي فمختلف عن هذه المواقف جميعا فالغاية التي نسعى إلى بلوغها تكمن في الكشف عنه وعن الانجازات والإبداعات التي حقق بها الأسلاف تقدما كبيرا.            (خليل،1979ص4)

فقد عمد بعض علماء الغرب إلى الانتقاص من قدر موروثنا الحضاري العربي ،اذ يشير كل من(ارنست رينان) و (كوتيه)إلى عدم وجود فلسفة للعرب.                       (رينان،1957ص14)

مع هذا نرى من ينصف العرب من الغربيين مثل(جوستاف لوبون)الذي يقول:(العرب وحدهم أساتذة الأمم النصرانية عدة قرون،وأننا لم نطّلع على علوم قدماء اليونان والرومان الا بفضل العرب...).                                                  (لوبون،1964ص437)

  وعلى الرغم من كل هذا التراث الفكري والتربوي الكبير للأمة العربية الا إننا نعاني من حالة الاغتراب الفكري لدى بعض المفكرين العرب اذ ظهر من يحمل فلسفات تربوية مختلفة فضلا عن الحركات التبشيرية التي كان وراءها الاستعمار مما ولدت تبعية فكرية مازال يعاني منها مثقفونا العرب                               ( الجعفري ،2002 ص98 )

وقد اتفق معظم التربويين العرب على مسألة عدم وضوح فلسفة تربوية عربية منهم (لطفي بركات احمد ومحمد فاضل الجمالي وعبد الله عبد الدايم وعبد العزيز البسام... ) وغيرهم.

من خلال ما تقدم وجب دراسة الفكر التربوي في تراثنا العربي الإسلامي في الأندلس لعظمة الموروث من النتاج العلمي والتربوي و لأن كتاباتنا عن تاريخ التربية العربية الإسلامية وإعلامها بحاجة إلى مزيد من سبر غورها.